عامة sbai  

اهمية درسات الديانات !!

درسات الديانات

الشكر لله وبعد فمن طرائق اللادينيين في التشكيك بالدين مقارنتهم بعض عادات الديانات الوثنية أو المحرفة بالشعائر الإسلامية، وقد تجد بعضهم يسهب في تصريح هذا وبعضهم قد يختزله في صورة! على طريق المثال يصور مسلمين نحو الكعبة، بجوارهم بوذيون نحو صنمهم، بجوارهم نصارى بخصوص الصليب، وهلم جراً.. وغرضهم أن يقولوا بل قد أفاد بعضهم: جميعكم يسجد ويركع ويخشع ويضرع، فشعائركم طقوس مورثة بشرية المصرح بالخبر!

ومن تطمح مركز نتيجة تلك الشبهة على مقدمتها المذكورة عرف أنها قضية كاذبة محلها اللائق بها هو أكثر قربا سلة مهملات! وفي تصريح هذا يقال:

أولاً: المقدمة غير مسلّمة! فكيف يقال ديانة توحيدية تدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، تشبه غيرها من ديانات المشركين فقط لأجل التسجيل في بعض الأشكال؟! وهل قرع طبل لعرس كقرع طبل لمأتم! أبعد الله إستيعاب من ظنّ منشأ البكاء ابتهاجاً هو منشأ البكاء حزناً بجامع الدموع! وقد قيل:

أُعيذُها نَظَراتٍ مِنكَ صادِقَةً *** أنْ تَحسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحمُهُ وَرَمُ

يا طفيف الخبرة!

إِذا نَظَرتَ نُيوبَ اللَيثِ بارِزَةً *** فَلا تَظُنَّنَّ أَنَّ اللَيثَ يبتَسِمُ!

إن التفاوت من حيث الفلسفة والحقيقة بين ديانة التوحيد وغيرها تفاوت هائل، كيف نجمع بين من يدعو صنماً أو بشراً ويسجد له ويتقرب إليه بأنواع القرابين إلى من يشاهد هذا كفراً مخرجاً عن الملة، وهادماً للدين؟!

أما التماثل في بعض أشكال التذلل والخضوع كالدعاء والصلاة والسجود فلا يقتضي تشابهاً في العبادة، لو كان المقصود بالعبادة مختلفا، ففرق بين من يصرف هذه العبادة لله وبين من يصرفها للشيطان.

لو شاهدت رجلاً يركض صوب هاوية قد أضرمت فيها نار ليقع فيها، وآخر يركض كركضه إلا أن ليثب ويتجاوزها فراراً من هذه الهاوية، فهل يقول عاقل: ذلك يدل على أن كلا الفعلين دافعهما واحد ورث الآخر من الأول؟! أو لا مفر من المفاضلة بينهما بمراعاة الغرض؟

ثانياً: النتيجة غير مسلمّة، على فرض تسليم المقدمة، فمن أفاد إن التماثل في العادات يقتضي أن أصل وضعها بشري؟ لماذا لا يكون التماثل دليل على أن أصل التدين رباني غريزي ثم انحرف فيه من انحرف بصرفه إلى غير الله؟! على طريق المثال: قد يشبه طعاماً صنعته طعاماً صنعه غيرك، إلا أن ذلك التماثل لا يجب منه أن يكون أحدهما انتفع من الآخر، أيضاً لو فرضنا أن مشركاً يتعبد لآلهته بحوالي ما يتعبد المتحد لربه فلماذا يقال ذلك دليل على أن هذه العبادة من ابتداع المشرك؟ لماذا لا تكون ابتدأت من المتحد بوحي من خالقه؟ وخصوصا أن الديانات الإسلامية التوحيدية أقدم! وهو الحق الذي سوف أبين إشارة المعقول عليه آخر ذلك الجواب.

ثالثاً: من الممكن أن يكون التماثل في جزئية على الإطلاقً فالمسلم واليهودي مثلاً يدعوان الله سبحانه وتعالى، لكنه تماثل في حق، مقصودي بهذا ليس التماثل إشكالاً بمجرده! الإشكال أن يكون التماثل في أمر استقر بطلانه أو خطؤه أو انتحاله.. وأذكر في ذلك الصدد أن بعضهم أوضح يوماً أن فترات تكوين الجنين مذكورة في كتب بعض الوثنيين، فكان الأمر الذي أجبت به: هب أن فترات الجنين أوضحت نحو البوذيين أو اليهود في كتبهم المقدسة بحوالي ما أوضح هذا في كتب المسلمين –مع أن من قارن كموريس بوكاي عرف الفرق- لو فرضنا صحة هذا فهل ذلك التماثل في حق أو في باطل؟ إن كان في حق كما يقرره علماء الأجنة اليوم، لم يدل هذا على أن الرسالة التي أتت بهذا بشرية، فالحق ليس من مواصفات الإنس وحدهم ولا يجوز على موجدهم وخالقهم تعالى!

ونحن نعلم أن محمداً صلى الله عليه وسلم لم تكن له ولا لقومه صلة بأمم المشرق الأقصى! بل علاقتهم بالأسفل هزيلة! ونجزم بأن المسلمين ما وصلوا إلى هذه الأصقاع سوىّ في أعقاب عقود من موته عليه الصلاة والسلام فانتفى أن يكون أخذه الطقوس والعلوم عنهم. وما الذي يمنع أن يكون علمه هذا بوحي من الله سبحانه وتعالى الذي أوحى إليه كثيراً من العلوم والحقائق المعروفة نحو غير العرب أو التي عرفتها عقب هذا الشعوب.

بل ما الذي يمنع إن استقر –جدلاً- اشتمال كتب البوذيين القديمة على مدد الأجنة بحوالي ما فصله القرآن، ما الذي يمنع أن يكون أولئك قد استفادوا هذا من كتب بعض الأنبياء المتقدمين، بل لو استقر هذا لكان ذلك هو المعقول، لأن الطب في هذه العصور كان قاصراً عن وعي هذا والبرهنة عليه بحوالي الموجات وصور الأشعة التي عرفتها القرون المتأخرة!

رابعاً: داع التماثل في أشكال للعبادات -لا في العبادات ذاتها- بين الشعوب هو كونها فرضت في الأصل من الله سبحانه وتعالى على الشعوب، ثم انحرفت هذه الشعوب بصرفها لغير الله سبحانه وتعالى، فإن الله سبحانه وتعالى أخبرنا أنه فرض الصلاة على أهل الكتاب من قبلنا، وبينت آيات أن هذه الصلاة فيها ركوع وسجود كما في قوله تعالى: (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) [آل عمران: 43]، وقوله: (وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ) [ص: 24]، بل أخبرنا عز وجل أن جنس هذه العبادات من ديدن العباد من لدن آدم ونوح وهلم جراً، كما في سورة مريم صرح: (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) [مريم: 58]. وايضا سائر مباني الإسلام من صوم وزكاة وحج كانت مفروضة على الشعوب، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183]، (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ) [البقرة: 83]، وصرح عن عيسى: (أفاد إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا) [مريم]، وأتى في حجهم قوله تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) [الحج].

وشواهد ذلك في السنة كثيرة، وإذا كانت العبادات مفروضة على ذلك الوجه من الله سبحانه وتعالى منذ بدء الخليقة فلا غرو أن يحدث ضرب من التماثل في الأشكال بل في جزئيات يمر التماثل مجرد الهيئة الخارجية.

ومما يدل على أن أصل العبادات ربانية لا بشرية، أن الذهن البشري لا يدل بمجرده على كون الطواف مثلاً عبادة؟ وما لا يدل عليه الذهن البشري لا يقال هو من إنتاجه! فالتعبد بالطواف وبالقيام وبالقراءة كل هذا لا دليل يوجبه عقلاً؟ نعم هو لا ينافي الذهن لو كان للإله الحق، فمن حق الإله أن يفرض على عباده ما يختبر طاعتهم به، إلا أن اختلاف بين ما لا ينافي الذهن، وبين ما دل عليه الذهن، وبالتالي الرسل تأتي بمحارات الأذهان –أعني ما تحار فيه ولا تهتدي بمجردها لوجهه- لكنها لا تأتي بمحالات الأذهان –وهي ما تقطع الأذهان باستحالته أو بطلانه.

وبهذا نعلم أن التماثل إن كان دليلاً على شيء فهو دليل على أن أصل التدين إلهي لا من إصدار أذهان الإنس؛ لأن كثيراً من العادات لا تهتدي إليها الأذهان، ولا تقيم دليلاً لها، إلا أن البشرية انحرفت في التدين في أعقاب بما يخالف المعقول فصرفت هذه العبادات إلى غير ربها وخالقها سبحانه وتعالى، وذلك ما أتت الرسالة النهاية بتصحيحه.

والله هو الموفق وهو يهدي السبيل.

إنَّ المشترك الأسمى بين المشتركات الإنسانية وهو “العقيدة” كما بيَّنَّا من خلال نظريَّة “المشترك الإنساني”، هو أقوى وأسمى ما يشترك فيه البشر جميعًا، ويتجلى ذلك في أصحاب الديانات السماوية، والديانات الوضعية، حتى اللادينيُّون أو الملاحدة، وعلى الرغم من أنَّنا في داخل هذه الأقسام نجد اختلافات مُؤَثِّرَة ومحوريَّة، فإنَّ التصوُّر العامَّ يجمع بينها.
الأديان السماويَّة:
تتَّفق الأديان السماوية في مجموعةٍ من السمات من أبرزها: الإله، الخَلق، الوحي إلى الأنبياء والرسل، البعث، العبادات، القصص، الدعوة إلى الأخلاق والقيم.

الإلـه:
في شأن دعوة الأنبياء -المتقدِّمين على موسى عليه السلام- إلى التوحيد تضمَّنت التوراة حكاية ما كانوا عليه من التوحيد والدعاء إليه ونفي الشرك، فإنَّها قد حكت ما وقع منهم من عند أبينا آدم عليه السلام، ومَنْ بعده من الأنبياء نوح وإبراهيم ولوط وإسحاق وإسماعيل ويعقوب ويوسف إلى عند قيام موسى سلام الله عليهم أجمعين[1].

ففي القرآن الكريم: )اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ * إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ * هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ… ( [آل عمران: 2-7].

وجاء في العهد القديم: “أنا الرَّبُّ إلهك الَّذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبوديَّة، لا يكن لك آلهةٌ أخرى أمامي، لا تصنع لك تمثالًا منحوتًا، ولا صورةً ما ممَّا في السَّماء من فوق، وما في الأرض من تحت، وما في الماء من تحت الأرض، لا تسجد لهنَّ ولا تعبدهنَّ؛ لأنِّي أنا الرَّبَّ إلهك إلهٌ غيورٌ، أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيَّ”[2].

وفي العهد الجديد، من إنجيل مرقس: “فجاء واحدٌ من الكتبة وسمعهم يتحاورون، فلمَّا رأى أنَّه أجابهم حَسَنًا، سأله: أيَّة وصيَّةٍ هي أوَّل الكلِّ؟ فأجابه يسوع: إنَّ أوَّل كلِّ الوصايا هي: اسمع يا إسرائيل؛ الرَّبُّ إلهنا ربٌّ واحدٌ. وتحبُّ الرَّبَّ إلهك من كلِّ قلبك، ومن كلِّ نفسك، ومن كلِّ فكرك، ومن كلِّ قدرتك. هذه هي الوصيَّة الأولى”[3].

وفي موضوع الإله نكاد نلمح عبارات متطابقة في الكتب المقدَّسة للأديان السماويَّة؛ فالآية القرآنيَّة تقول: )لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ( [الشورى: 11]، هي ذاتها الواردة في سفر التثنية: “لَيْسَ مِثْلَ اللهِ”[4]. والآية القرآنية )لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ( [الأنعام: 103]، هي ذاتها الواردة في إنجيل يوحنا: “اللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ”[5].

الوحي إلى الأنبياء والرسل:
واجتمعت الأديان السماويَّة في أمر الوحي إلى الأنبياء والرسل، فاتَّفقت على أنَّ الله تعالى أنزل تعاليمه إلى الأرض عبر مَلَك الوحي، الذي ينزل من عند الله تعالى على أُناس قد اختارهم الله تعالى؛ ليحملوا أمانة التبيلغ وأداء الرسالة إلى الناس؛ لإخراجهم من ضلالاتهم إلى طريق الله تعالى.

فجاء في الرسالة إلى العبرانيِّين: “بالإيمان نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إليه عن أمور لم تُرَ بعد خافَ، فبنى فُلكًا لخلاص بيته، فبه دان العالم، وصار وارثًا للبرِّ الذي حَسَبَ الإيمان. بالإيمان إبراهيم لَمَّا دُعِيَ أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيدًا، أن يأخذه ميراثًا، فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي”[6].

ويحكي سفر حبقوق في ثلاثة إصحاحات عن “الوحي الذي رآه حبقوق النبي”[7].

ويقول القرآن الكريم عن حقيقة الوحي: )إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا * وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا( [النساء: 163، 164].

بل كان الاتفاق قائمًا -أيضًا- في اسم الْمَلَك الموكل بالوحي، وهو جبريل عليه السلام؛ جاء في إنجيل لوقا: “فأجاب الملاك وقال له: أنا جبرائيل الواقف قُدَّام الله، وأُرسلت لأُكَلِّمك وأُبَشِّرك بهذا”[8]. وفي سفر دانيال: “وَسَمِعْتُ صَوْتَ إِنْسَانٍ بَيْنَ أُولَايَ، فَنَادَى وَقَالَ: يَا جِبْرَائِيلُ فَهِّمْ هَذَا الرَّجُلَ الرُّؤْيَا”[9].

وفي القرآن الكريم )قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ( [البقرة: 97].

البعث:
واتَّفقت الأديان السماويَّة على إثبات الدار الآخرة، ووجود الجنَّة والنار، والمعاد والقبر والحساب، وأنَّ الله تعالى أعدَّ للمحسنين جنات أبديَّة، وأعدَّ للعاصين نارًا أبديَّة كذلك، وهو ما أَكَّدَتْهُ نصوص التوراة والإنجيل والقرآن[10].

ففي القرآن الكريم: )إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا * وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا * وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا * إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآبًا * لاَبِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلاَ شَرَابًا * إِلاَّ حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا * إِنَّهُمْ كَانُوا لاَ يَرْجُونَ حِسَابًا * وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا * وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا * فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَابًا * نَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلاَ كِذَّابًا * جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا( [النبأ: 17-36].

وفي إنجيل متى: “وأمَّا أنا فأقول لكم: إنَّ كلَّ مَنْ يغضب على أخيه باطلًا يكون مستوجب الحكم، ومَنْ قال لأخيه: رَقَا. يكون مستوجب المجمع، ومن قال: يا أحمق. يكون مستوجبَ نارِ جهنَّم”[11]. وفي إنجيل مرقس: “وإن أعثرتك يدك فاقطعها. خيرٌ لك أن تدخل الحياة أقطعَ من أن تكون لك يدان وتمضي إلى جهنَّم، إلى النَّار التي لا تُطفأ. حيث دُودُهُمْ لا يموت والنار لا تُطفأ”[12]. وفي إنجيل يوحنا:” الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنَّ مَنْ يسمع كلامي ويُؤمن بالذي أرسلني فله حياةٌ أبديَّةٌ، ولا يأتي إلى دينونةٍ، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة.. فَيَخْرُجُ الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السَّيِّئات إلى قيامة الدَّينونة”[13].

وفي سفر التكوين في العهد القديم: “غرس الرَّبُّ الإله جنَّةً في عدنٍ شرقًا.. وأنبت الرَّبُّ الإله من الأرض كلَّ شجرةٍ شهيَّةٍ للنَّظر وجيِّدةٍ للأكل، وشجرةَ الحياة في وَسَط الجنَّة، وشجرةَ معرفة الخير والشَّرِّ”[14]. وفي سفر دانيال: “وكثيرون من الرَّاقدين في تراب الأرض يستيقظون، هؤلاء إلى الحياة الأبديَّة، وهؤلاء إلى العار للازدراء الأبديِّ”[15].

العبادات:
والعبادات مجالها رحب، ولا يخلُ دين من وجود مناسك وشعائر يُؤَدِّيها أتباعه، غير أنَّ التشابه في العبادات بين الديانات السماوية الثلاثة من الوضوح بمكان:

الصلاة:
تتَّفق أصول الديانات على أداء الصلاة الواجبة لله تعالى، وتتشابه في كثيرٍ من العناصر؛ منها: السجود، وصلاة الجماعة، ولفظ “آمين” بمعنى اللهمَّ استجب، وهدفها واحدٌ وهو الخضوع والتذلُّل والحاجة للقدرة الإلهيَّة[16]، وقد ورد في التوراة “كان لمـَّا انتهى سليمان من الصلاة إلى الربِّ بكلِّ هذه الصلاة والتضرُّع أنَّه نهض من أمام مذبح الربِّ من الجثو على ركبتيه، ويداه مبسوطتان نحو السماء”[17]. كما ورد في الإنجيل: “وكلُّ ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه”[18]. ونقرأ كذلك في القرآن الكريم: )وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ( [الأنعام: 72].

الزكاة:
وهي ملزمةٌ في سائر الأديان والشرائع؛ ففي اليهوديَّة: “إذا حصدت حصيدك في حقلك ونسيت حزمة في الحقل فلا ترجع لتأخذها، للغريب واليتيم والأرملة تكون؛ لكي يُباركك الربُّ إلهك في كلِّ عمل يديك”[19]. وأيضًا: “وعندما تحصدون حصيد أرضكم لا تُكمل زوايا حقلك في الحصاد، ولقاط حصيدك لا تلتقط، وكرمك لا تعلله، ونثار كرمك لا تلتقط؛ للمسكين والغريب تتركه، أنا الربُّ إلهكم”[20]. وفي الإنجيل: “احترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قُدَّام الناس لكي ينظروكم، وإلَّا فليس لكم أجرٌ عند أبيكم الذي في السموات، فمتى صَنَعْتَ صدقة فلا تُصَوِّت قدَّامك بالبوق كما يفعل المراءون في المجامع وفي الأزقَّة؛ لكي يُمَجَّدوا من النَّاس. الحقَّ أقول لكم: إنَّهم قد استوفوا أجرهم، وأما أنت فمتى صنعتَ صدقةً فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك، لكي تكون صدقتك في الخفاء؛ فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يُجازيك علانيةً”[21]. وجاء في القرآن الكريم ما يُثبت أن الزكاة كانت من الأمور المفروضة على بني إسرائيل من قبلنا: )وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا( [المائدة: 12]، وجاء فيه فرض الزكاة على المسلمين في قوله تعالى: )خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا( [التوبة: 103].

الصوم:
جاء في التوراة: “وناديت هناك بصوم على نهر أهوا لكي نتذلَّل أمام إلهنا؛ لنطلب منه طريقًا مستقيمةً لنا ولأطفالنا ولكلِّ ما لنا”[22]. ومثل ذلك في الإنجيل حينما سُئل المسيح: “حينئذٍ أتى إليه تلاميذ يوحنا قائلين: لماذا نصوم نحن وَالْفَرِّيسِيُّونَ كثيرًا، وأمَّا تلاميذك فلا يصومون؟ فقال لهم يسوع: هل يستطيع بنو الْعُرْسِ أن يَنُوحُوا ما دام العريس معهم، ولكن ستأتي أيَّام حين يُرْفَعُ العريسُ عنهم فحينئذٍ يصومون”[23]. وفي القرآن الكريم إثباتٌ لحقيقة وجود الصيام فيمن قبلنا من الأمم، وفرضه علينا في قوله تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ( [البقرة: 183].

الدعاء:
في الكتب السماوية الثلاثة كثرت الابتهالات والأدعية، وفيها القَدْر ذاته من تقديس الإله الحقِّ واللجوء وإليه والاستعانة به، ويُعَدُّ من المصائب النازلة بالعباد ألَّا يستجيب الربُّ لدعائهم، ولا يستمع إليه، من ذلك ما جاء في التوراة: “إذا بنى الربُّ صهيون يرى بمجده. التفت إلى صلاة المضطر ولم يرذل دعاءهم”[24]. وورد في سفر آرميا: “وأنت فلا تُصَلِّ لأجل هذا الشعب، ولا ترفع لأجلهم دعاء ولا صلاة، ولا تُلِحَّ عليَّ لأنِّي لا أسمعك. أَمَا ترى ماذا يعملون في مدن يهوذا، وفي شوارع أورشليم”[25]. وجاء في الإنجيل: “لا تهتمُّوا بشيء، بل في كلِّ شيءٍ بالصلاة والدعاء مع الشكر، لِتُعْلَمْ طلباتكم لدى الله. وسلام الله الذي يفوق كل عقل، يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع”[26]. وممَّا جاء في القرآن الكريم قوله سبحانه وتعالى: )قَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ( [غافر: 60]، وقوله سبحانه وتعالى: )وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ( [البقرة: 186].

وعلى هذا المنوال تتشابه الكثير من الأصول التعبديَّة بين الأديان السماويَّة الثلاثة، وهذا ما يجعل ما بينها أقرب ممَّا بين أحدها وغيرها من الديانات؛ لذا سمَّاهم القرآن الكريم تسميةً محبَّبة، فقال عنهم: )أَهْلَ الْكِتَابِ(، وخَاطَبَهم بهذه الصفة[27].

القصص:
ومن الأشياء المميزة كذلك في الأديان السماوية الثلاثة ذلك التشابه الذي يصل كثيرًا إلى حدِّ التطابق في القصص، لا سيَّما قصص الأنبياء، والأنبياء هم الأشخاص أنفسهم في الأديان السماوية الثلاثة، إذا تجاوزنا الخلاف القائم على المسيح عليه السلام لدى اليهود، وعلى محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لدى اليهود والمسيحيِّين، كما أنَّ القرآن ذَكَرَ نَبِيَّين آخرين لا وجود لهما في الكتب القديمة؛ هما: هود وصالح عليهما السلام، وفي غير هذا تتَّفق الأديان في النبوَّات؛ فنوح وإبراهيم ولوط وموسى وداود وسليمان عليهم السلام هم شخصيَّات كبرى في كلِّ الأديان السماويَّة، وجوهر القصص المروي عنهم واحدٌ في الكتب الثلاثة: التوراة والإنجيل والقرآن.

ففي سفر التكوين عن نوح عليه السلام: “كان نوحٌ رجلًا بارًّا كاملًا في أجياله، وسار نوحٌ مع الله، وقال الرَّبُّ لنوحٍ: ادخل أنت وجميع بيتك إلى الفُلك، لأنِّي إيَّاك رأيتُ بارًّا لديَّ في هذا الجيل”[28].

وفي القرآن الكريم قال سبحانه وتعالى: )فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ( [المؤمنون: 27]، وقال -أيضًا-: )سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ( [الصافات: 79-81].

وفي سفر العدد عن موسى عليه السلام: “وأمَّا الرَّجل موسى فكان حليمًا جدًّا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض”[29].

وفي القرآن الكريم )وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ * وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ * وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ * وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الآخِرِينَ * سَلاَمٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ( [الصافات: 114-122].

وعن نبيِّ الله زكريا عليه السلام يحكي الإنجيل: “فظهر له ملاك الربِّ واقفًا عن يمين مذبح البخور، فلمَّا رآه زكريا اضطرب ووقع عليه خوف، فقال له الملاك: لا تخفْ يا زكريا؛ لأنَّ طِلْبَتَكَ قد سُمعت، وامرأتك أَلِيصَابَات ستلد لك ابنًا وتُسمِّيه يُوحَنَّا. ويكون لك فرحٌ وابتهاجٌ وكثيرون سيفرحون بولادته؛ لأنَّه يكون عظيمًا أمام الربِّ وخمرًا ومسكرًا لا يَشْرَبُ، ومن بطن أمِّه يمتلئ من الروح القدس، وَيَرُدُّ كثيرين من بني إسرائيل إلى الربِّ إلههم، ويتقدَّم أمامه بروح إيليا وقُوَّته؛ لِيَرُدَّ قلوب الآباء إلى الأبناء والعصاةَ إلى فكر الأبرار؛ لكي يُهَيِّئَ للرب شعبًا مستعدًّا. فقال زكريا للملاك: كيف أعلم هذا؛ لأنِّي أنا شيخٌ وامرأتي متقدِّمةٌ في أيَّامها؟ فأجاب الملاك، وقال له: أنا جبرائيل الواقف قدَّام الله، وأُرْسلتُ لأُكَلِّمك وأُبَشِّرك بهذا، وها أنت تكون صامتًا ولا تقدر أن تتكلَّم إلى اليوم الذي يكون فيه هذا؛ لأنَّك لم تُصَدِّقْ كلامي الذي سيتمُّ في وقته، وكان الشعب منتظرين زكريا ومتعجِّبين من إبطائه في الهيكل، فلما خرج لم يستطع أن يُكَلِّمهم ففهموا أنَّه قد رأى رؤيا في الهيكل، فكان يُومئ إليهم وبقي صامتًا”[30].

وعن هذا يقول القرآن الكريم: )ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا * يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا * قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا * قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا * قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيًّا * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا([مريم: 2-11].

وثمَّة مشهدٌ يُمكن أن نأخذه مثالًا على مدى التشابه، ذلك هو مشهد قصَّة نزول إبراهيم عليه السلام بزوجته سارة إلى أرض مصر: “وحدث جوعٌ في الأرض، فانحدر أبرام إلى مصر ليتغرَّب هناك؛ لأنَّ الجوع في الأرض كان شديدًا، وحدث لمـَّا قرب أن يدخل مصر أنَّه قال لساراي امرأته: إنِّي قد علمت أنَّك امرأةٌ حسنة المنظر، فيكون إذا رآك المصريُّون أنَّهم يقولون: هذه امرأته. فيقتلونني ويستبقونك. قولي: إنَّك أختي. ليكون لي خيرٌ بسببك وتحيا نفسي من أجلك. فحدث لمـَّا دخل أبرام إلى مصر أنَّ المصريين رأوا المرأة أنَّها حسنةٌ جدًّا، ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون، فأُخذت المرأة إلى بيت فرعون، فصنع إلى أبرام خيرًا بسببها، وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال. فضرب الربُّ فرعونَ وبيته ضربات عظيمة بسبب ساراي امرأة أبرام. فدعا فرعون أبرام وقال: ما هذا الذي صنعت بي؟ لماذا لم تخبرني أنَّها امرأتك؟ لماذا قلتَ: هي أختي. حتى أخذتها لي لتكون زوجتي. والآن هوذا امرأتك. خذها واذهب. فأوصى عليه فرعون رجالًا فشيَّعوه وامرأته وكل ما كان له”[31].

هذا المشهد يحكيه النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: “بَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ وَسَارَةُ إِذْ أَتَى عَلَى جَبَّارٍ مِنَ الْجَبَابِرَةِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ هَا هُنَا رَجُلًا مَعَهُ امْرَأَةٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَنْهَا، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: أُخْتِي. فَأَتَى سَارَةَ، قَالَ: يَا سَارَةُ؛ لَيْسَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرَكِ، وَإِنَّ هَذَا سَأَلَنِي، فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّكِ أُخْتِي؛ فَلاَ تُكَذِّبِينِي. فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ ذَهَبَ يَتَنَاوَلُهَا بِيَدِهِ، فَأُخِذَ فَقَالَ: ادْعِي اللَّهَ لِي وَلَا أَضُرُّكِ. فَدَعَتِ اللَّهَ فَأُطْلِقَ، ثُمَّ تَنَاوَلَهَا الثَّانِيَةَ، فَأُخِذَ مِثْلَهَا أَوْ أَشَدَّ، فَقَالَ: ادْعِي اللَّهَ لِي وَلاَ أَضُرُّكِ. فَدَعَتْ فَأُطْلِقَ، فَدَعَا بَعْضَ حَجَبَتِهِ فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَمْ تَأْتُونِي بِإِنْسَانٍ، إِنَّمَا أَتَيْتُمُونِي بِشَيْطَانٍ. فَأَخْدَمَهَا هَاجَرَ فَأَتَتْهُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ مَهْيَا، قَالَتْ: رَدَّ اللَّهُ كَيْدَ الْكَافِرِ أَوِ الْفَاجِرِ فِي نَحْرِهِ. وَأَخْدَمَ هَاجَرَ”[32].

الدعوة إلى الأخلاق والقيم:
وهنا يبلغ التشابه بين الأديان حدًّا كبيرًا، وكثيرًا ما نجد في إرث هذه الأديان نصوصًا قد تصل إلى حدِّ أن تكون متطابقة، وسنضرب على هذا أمثلة سريعة:

حرصت الأديان على التآخي والتآزر فنقرأ -مثلًا- في رسالة بطرس: “قبل كلِّ شيءٍ لتكن محبَّتكم بعضكم لبعضٍ شديدة؛ لأنَّ المحبَّة تستر كثرة من الخطايا، كونوا مضيفين بعضكم بعضًا بلا دمدمة”[33]. كما نقرأ في رسالة بولس إلى أهل روميَّة: “المحبَّة فلتكن بلا رياء، كونوا كارهين الشر ملتصقين بالخير، وأدين بعضكم بعضًا بالمحبَّة الأخويَّة. مقدِّمين بعضكم بعضًا في الكرامة”[34].

وهذا المعنى نفسه هو ما نجده في قوله تعالى: )إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ( [الحجرات: 10]، و)حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ( [الأنفال: 62، 63].

وحرصت الأديان -أيضًا- على العفاف والحشمة، فجاء في الشريعة اليهوديَّة في سفر التكوين قصَّة “تامار”، التي قعدت في بيت أبيها بعد طلاقها، ولمـَّا طال الزمان “خلعت عنها ثياب ترمُّلها وتغطَّت ببرقع وتلفَّفت”[35]. وجاء في سفر أشعيا: “وقال الرب: من أجل أنَّ بنات صهيون يتشامخن، ويمشين ممدودات الأعناق، وغامزات بعيونهن، وخاطرات في مشيهنَّ ويخشخشن بأرجلهنَّ. يصلع السيِّد هامَة بنات صهيون ويعري الرب عورتهن”[36]. وتُوجد في الكيان الصهيوني اليوم قوانين تُسَمَّى قوانين الاحتشام، وتوضع على لافتات في شوارع الكيان الصهيوني، يمشي الرجال في ناحية والنساء في الناحية الأخرى[37].

وتدعو المسيحيَّة النساء إلى التزام الحشمة والفضيلة، فمِنْ أقوال بولس: “وأمَّا كلُّ امرأةٍ تصلِّي أو تتنبَّأ ورأسها غير مغطَّى، فتشين رأسها، لأنَّها والمحلوقة شيءٌ واحدٌ بعينه. إذ المرأة إن كانت لا تتغطَّى فَلْيُقَصَّ شعرها، وإن كان قبيحًا بالمرأة أن تقصَّ أو تحلق، فلتتغطَّ”[38]. كما حرَّمت المسيحيَّة -أيضًا- النظر إلى المرأة، وحظرت مخالطة الزناة، وجاء في الإنجيل أنَّ المسيح عليه السلام قال: “قد سمعتم أنَّه قيل للقدماء: لا تَزْنِ. وأمَّا أنا فأقول لكم: إنَّ كلَّ مَنْ ينظر إلى امرأةٍ ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه”[39].

وبهذا -أيضًا- جاء القرآن الكريم؛ فقال سبحانه وتعالى: )قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ( [النور: 30، 31]، وقال سبحانه وتعالى: )وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا( [الإسراء: 32].

وممَّا اتفقت عليه الأديان السماويَّة كذلك تحريم شرب الخمر؛ فقد جاء في سفر اللاويين: “وكلَّم الرَّبُّ هارون قائلًا: خمرًا ومسكرًا لا تشرب أنت وبنوك معك عند دخولكم إلى خيمة الاجتماع لكي لا تموتوا. فَرْضًا دَهْرِيًّا في أجيالكم، وللتَّمييز بين الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ وبين النَّجس والطَّاهر، ولتعليم بني إسرائيل جميع الفرائض الَّتي كلَّمهم الرَّبُّ بها بيد موسى”[40].

كما ورد في رسالة بولس إلى أهل غلاطية، وهو يُحَذِّرهم من معاصي الجسد والروح: “وأعمال الجسد ظاهرةٌ، الَّتي هي: زنًى، عهارةٌ، نجاسةٌ، دعارةٌ.. عبادة الأوثان، سحرٌ، عداوةٌ، خصامٌ، غَيْرَةٌ، سَخَطٌ، تَحَزُّبٌ شقاقٌ، بدعةٌ.. حسدٌ، قتلٌ، سكرٌ، بطرٌ، وأمثال هذه الَّتي أسبق فأقول لكم عنها كما سبقتُ فَقُلْتُ -أيضًا: إنَّ الَّذين يفعلون مثل هذه لا يَرِثُونَ ملكوت الله”[41].

وفي القرآن وردت الآيات محذِّرة من الخمر، يقول الله سبحانه وتعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ( [المائدة: 90، 91]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْخَمْرَ، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَشَارِبَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ، وَبَايِعَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَمُسْقِيَهَا”[42].

وهذه الأمثلة السريعة قُصِد بها بيان مدى قوَّة الاتفاق والارتباط بين الديانات السماويَّة، وقد جاء هذا المعنى في القرآن الكريم، في قوله سبحانه وتعالى: )شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ( [الشورى: 13].

فهذا الذي اتَّفقت عليه الأديان السماويَّة وعظم على المشركين فلم يطيقوا حمله، وهؤلاء المشركون هم -في كتابنا هذا- أصحاب الديانات الوضعيَّة.

المصدر:

كتاب المشترك الإنساني.. نظرية جديدة للتقارب بين الشعوب، للدكتور راغب السرجاني.

[1] الشوكاني: إرشاد الثقات إلى اتِّفاق الشرائع على التوحيد والمعاد والنبوات 1/9.

[2] سفر الخروج 20/2-5.

[3] سفر مرقس 12/28-34.

[4] سفر التثنية 33/26.

[5] سفر يوحنا 1/18.

[6] الرسالة إلى العبرانيين 11/7، 8.

[7] سفر حبقوق 1/1.

[8] إنجيل لوقا 1/19.

[9] سفر دانيال 8/16.

[10] الشوكاني: إرشاد الثقات إلى اتِّفاق الشرائع على التوحيد والمعاد والنبوات 1/10-24.

[11] إنجيل متى 5/22.

[12] إنجيل مرقس 9/43-44.

[13] إنجيل يوحنا 5/24، 29.

[14] سفر التكوين 2/8-9.

[15] سفر دانيال 12/2.

[16] للدكتورة هدى درويش كتاب في تفصيل هذا الأمر عنوانه: “الصلاة في الشرائع القديمة والرسالات السماوية” صادر عن دار عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، القاهرة 2006م.

[17] سفر الملوك الأول 8/54.

[18] إنجيل متَّى 21/22.

[19] سفر التثنية 24/19.

[20] سفر اللاويين 19/9-11.

[21] إنجيل متى 6/1-4.

[22] سفر عزرا 8/21.

[23] إنجيل متى 9/14، 15.

[24] سفر المزامير 102/16، 17.

[25] سفر آرميا 7/16، 17.

[26] رسالة القديس بولس إلى أهل فيلبي 4/6، 7.

[27] سنتناول التشابه في الحجِّ عند الديانات في “السياحة” من فصل “المشتركات الإنسانيَّة الداعمة”.

[28] سفر التكوين 6/9، 7/1.

[29] سفر العدد 12/3.

[30] إنجيل لوقا 1/11-22.

[31] سفر التكوين 12/10-20.

[32] البخاري: كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: )وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا( [النساء: 125]، (3179) عن أبي هريرة، ومسلم: كتاب الفضائل، باب من فضائل إبراهيم الخليل عليه السلام (2371).

[33] رسالة بطرس الأولى 4/8، 9.

[34] رسالة بولس إلى أهل رومية 12/9، 10.

[35] سفر التكوين 38/14.

[36] سفر أشعيا 3/16، 17.

[37] هدي درويش: تقارب الشعوب، ص54، 55.

[38] رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس 11/5، 6.

[39] إنجيل متى 5/27، 28.

[40] سفر اللاويين 10/ 8-11.

[41] رسالة بولس إلى أهل غلاطية 5/16-21.

[42] الحاكم: كتاب البيوع (2234)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد. وقال الذهبي: صحيح، وقد روي نحو هذا عن ابن عباس وابن مسعود وابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلها أحاديث حسنة صحيحة، انظر: المستدرك حديث (2235)، وسنن ابن ماجه بتعليق الألباني، حديث (3381)، وسنن الترمذي بتعليق الألباني، حديث (1295).
قال المفكر التونسي يوسف الصديق إن “عددا من الأساطير والترهات ما أنزل الله بها من سلطان أصبحت هي المعين لكي نتصل بهذا الدين لكي نروضه مع الحداثة أو نطيع أو نصلي به، فالتونسي لا يمكن أن يقبل أن كيفية الصلاة لم تذكر في القرآن، إنما هي طقوس قلدت تقليدا واضحا عن الديانة الزراديشتية”.

وأضاف المتحدّث في معرض حديثه في ندوة “في الحاجة إلى التنوير” انعقدت، مساء الأحد، بأحد فنادق طنجة في إطار فعاليات مهرجان “ثويزا” في دورته الـ12، أنه “لا يمكنك أن تقول إن الصراخ بالطقوس غير وارد متكئا بذلك على الآية ﴿ادعوا ربكم تضرعا وخفية﴾، لدرجة أنني منعت من تلاوتها إلى آخرها من طرف مقدم أحد البرامج بتونس، حتى لا تشرح لأولئك الذين يملؤون الشوارع في خطب الجمعة!”.

من جانبه قال الناشط المغربي أحمد عصيد إن أسباب التخلف راجعة إلى “غياب إرادة لدى الساسة لنمضي نحو التحديث، فحدث التراجع. أما السبب الثاني فهو اكتشاف البترول الذي دعم اقتصاد الريع وأشاع إيديولوجية دينية لا تنسجم مع العصر”، مضيفا: “هذا أفرز دولا لم تفشل فقط في مشروع التحديث والتنوير، بل أصبحت معضلة للدول الأخرى التي حسمت مع القضايا التي نتخبط فيها”.

واعتبر أن “القطيعة ضرورية لكنها غير ممكنة، فكيف ندبر ماضينا ونهضمه أمام ثمرات الحداثة، فمعنى التنوير هو الإيمان باستقلال العقل البشري باعتباره قادرا بقواه الطبيعية على اكتشاف المعارف ويؤسس لها، العنصر الثاني الإنسان قبل كل شيء”.

من جهته أفاد المفكر المغربي حسن أوريد “أننا مطالبون بأن نرى بأعيننا ونفكر بعقولنا، وأننا مطالبون بعمل المهندس والطوبوغرافي، من دراسة الأرضية ودراسة مواد البناء، للانتقال إلى التنوير، وهناك تجربة بدأت ونجحت وهي المعروفة بعصر الأنوار، والتي بدأت بفرنسا وبمدرسة الموسوعيين التي قامت على أساس أنه لا سبيل إلى التقدم إلا بالعقل والعلوم”.

يوسف الصّديق: طقوس صلاة المسلمين تقليدٌ للديانة الزراديشتية

أما يوسف زيدان فهاجم طريقة سير الندوة، مؤكدا “إحنا مش داخلين في خناق مع الدين”، وانتقد آراء من سبقوه من المتدخلين واستدلالهم بـالفيلسوف “كانط” وغيره، مضيفا: “دي مش قضيتنا، إحنا مالنا ومال كانط”.

وأضاف: “نحن مهمتنا أن نقرأ التراث وندرس الواقع لنخرج بنتيجة تفيدنا في حياتنا الحالية”، وقال موجها سؤاله إلى عصيد: “إنس موضوع القطيعة هذه.. كيف يمكن أن أقاطع لغتي؟”. وعن دور المثقف، طرح السؤال: “هل تعرف مثقفا عربيا واحدا يكتب في بلد ويؤثر في بلد آخر؟”.

وبسخرية متواصلة قال زيدان: “البارحة غنى الشاب خالد في هذا المهرجان لوقت طويل، هل قال له أحدهم أمامك 10 دقائق في مداخلتك؟”.

يذكر أن المفكرة بيرلا كوهن شاركت في هذه الندوة، وألقت مداخلة بالفرنسية، قبل أن يُفسح المجال أمام تدخّلات الحاضرين.
يعتبر المسلمون الآية ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾[1] والآية﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾[2] أساسا في التعامل مع غير المسلمين [1]. والقرآن يحوي تعليمات لإحترام الأديان الأخرى. القرآن يحترم الديانة اليهودية والمسيحية باعتبارهم يتبعون ديانات سماوية أخرى. القرآن يؤكد أنه “يقوم باعادة الديانة السماوية النقية التي أُنزلت على إبراهيم والتي تم تحريفها من قبل اليهود والنصارى”[3](التحريف قد يعني أكثر من مجرد الفهم الخاطئ للنص، في مراحل متأخرة من التاريخ الإسلامي أصبح مفهوم هذا الشيء هو أن أجزاء من الإنجيل والتوراة تم تأليفها من قبل البشر)[4] ويقر بهذا التحريف جمع من غير المسلمين أيضا[5].

فقد منح الإسلام لليهود والنصارى الحرية التامة في ممارسة طقوس دينهم وذلك يتجلى في أن رسول الإسلام محمد (صلى الله عليه وسلم) قد عاش في مدينة يسكنها يهود ويجاورهم يهود وكان للنبي اتفاقيات وتحالفات مع اليهود بالسلم والمناصرة بيد أن اليهود نقضوا الكثير منها وهذا كان قبل فتح مكة مايسمى بعصر الموادعة.
لكن بعد فتح مكة اصبحت هناك شروط على اهل الذمة وسميت فيما بعد بالشروط العمرية نسبة إلى عمر بن الخطاب نسخت معظم ماكان قبل فتح مكة من التعاملات والحقوق لإهل الذمة [6] .
كالجزية ومنعهم من بناء الكنائس والمعابد وتجديدها وان لايظهروا صليبا ولا يضربوا بالنواقيس الا ضربا خفيا ومنعم من دعوة الناس إلى دينهم وان يلبسو لباسا مختلفا عن المسلمين [7] .

واما اية ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾[1] قال القرطبي في تفسيره 53/18 قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: كَانَ هَذَا فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ عِنْدَ الْمُوَادَعَةِ وَتَرْكِ الْأَمْرِ بِالْقِتَالِ ثُمَّ نُسِخَ. قَالَ قَتَادَةُ: نَسَخَتْهَا فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ [التوبة: 5] وَقِيلَ: هِيَ مَخْصُوصَةٌ [6] .

والآية﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾[2] قال القرطبي في تفسيره 203/20 وَكَانَ هَذَا قَبْلَ الْأَمْرِ بِالْقِتَالِ، فَنُسِخَ بِآيَةِ السَّيْفِ. وَقِيلَ: السُّورَةُ كُلُّهَا مَنْسُوخَةٌ.[8]
وفي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه رقم 2167
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ، فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ، فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ» .ورواه ايضا البيهقي في السنن الكبرى والترمذي والإمام احمد في مسنده [9]

محتويات
1 الإسلام و الأديان السماوية المنزلة
1.1 الإسلام والمندائية
1.2 الإسلام والمسيحية
1.3 الإسلام واليهودية
2 الإسلام والهندوسية
3 الإسلام والبوذية
4 رأي غير المسلمين
5 اقرأَ أيضا
6 مراجع
الإسلام و الأديان السماوية المنزلة
الإسلام والمندائية
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: الإسلام والمندائية
يؤمن المسلمون بن دين الصابئة سماوي وفقا لما جاء في القرآن: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾[10] حيث ذكرت الصابئة ضمن سياق من يحملون صفات الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح وهي معتقدات مشتركة بين الأديان السماوية.. وجاء في فتاوى موقع اسلام ويب الصابئة لا يعدون من أهل الكتاب، واكل ذبائحهم لا يجوز لكونهم كفاراً وليسوا من أهل الكتاب [11] .
وفي فتوى اخرى الدين الإسلامي لايعترف بدين الصابئة وأن الإسلام لا يقبل بأي دين غير الإسلام، لأن الله هو الذي قال ذلك، حيث يقول سبحانه: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ [12].
اما اقرارهم بالجزية خارجا عن جزيرة العرب ذهب أبو حنيفة[؟] إلى جواز إقرارهم وأخذ الجزية منهم، وقال صاحباه: لا تؤخذ منهم الجزية. وقال المالكية: بجواز إقرارهم وهو قول عند الشافعية وهو المعتمد عند الحنابلة [13] .

الإسلام والمسيحية

دينا الإسلام (لون أخضر) والمسيحية (لون أحمر) في العالم
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: الإسلام والمسيحية
المسيحيين -أو كما سموا في القرآن بالنصارى- وفقا للشريعة الإسلامية هم أقرب الناس مودة للمسلمين وعزى القرآن ذلك إلى تعبدهم وعدم استكبارهم حيث ورد في القرآن: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَأوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۝ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ۝ وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ۝﴾[14] ومع ذلك ورد في القرآن أن بعضا منهم متعصبون لدينهم وكارهون للمسلمين كما يقول الله: ﴿وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾[15] ويبيح الإسلام للمسلمين مصادقة النصارى والتعامل الحسن معهم من أي نوع وفقا للآية الثانية والثمانون من سورة المائدة ولكن يمنع من إتخاذهم كالأخوة وموالاتهم في الحرب وذلك وفقا للآية الحادية والخمسون من سورة المائدة:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ والتي استنبط منها العلماء المسلمون قاعدة الولاء والبراء.

الإسلام واليهودية

حرم إبراهيم؛ الخليل
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: الإسلام واليهودية
يعتبر اليهود في القرآن أعداء للمسلمين بل هم الأشد عدوانا للمسلمين:﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾[16] ومن السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي يتضح ذلك من المواقف التي حصلت مع النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ويهود يثرب وجاراتها والتي انتهت بإقصاء ثلاثة مراكز لهم وهم بنو قريضة وبنو النضير وبنو قينقاع، [17][18], وعلى مدى الزمن يتضح العداء الإسلامي لليهود.

الإسلام والهندوسية

وارانسی بالهند عام 1922
(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) ويظهر من هذه الأية أنه قد يكون بعث في الحضارات القديمة كالهند رسولاً أو رسلاً من الله يهديهم إليه؛ ومن العلماء من يقول أن بوذا يمكن أن كان نبياً. وهنا يظهر في قوله تعالى أنه كل ما يعبد من غير الله ضلال يهدي إلى النار بما في ذلك من الطاغوت.

الإسلام والبوذية
البوذية (نسبة إلى غاوتاما بودا) تعتبر من الديانات الرئيسية في العالم، يتواجد في العالم حوالي 150 مليون إلى 300 مليون شخص من معتنقي هذه الديانة.

جرّدت البوذية الكون من مفهوم الخالق الأزلي -مصدر خلاص الجميع-. لا تعارض في البوذية مع فكرة وجود آلهات عدة، إلا أنها رفضت أن تخصص لها مكانة في عقيدتها. وفي البوذية ليس للآلهة يدٌ في خلق الكون، كما لا يمكنها التحكم في مصير الكائنات الحية وترفض البوذية الصلوات والأضاحي التي تخصص لها.

وجاء في فتوى اسلام ويب رقم الفتوى: 682 البوذية : ديانة من الديانات الباطلة التي ظهرت في الهند في القرن الخامس قبل الميلاد تنطوي على معتقدات باطلة ذات طابع وثني. يعتقد البوذيون عدة معتقدات باطلة منها القول بتناسخ الأرواح، وأن بوذا هو ابن الله وأنه مخلص البشرية من مآسيها وآلامها وأنه يحمل عنهم جميع خطاياهم.[19] .

وجاء في موقع طريق الاسلام سؤال ل عبد العزيز بن باز السؤال: هل للبوذية كتاب؟ الإجابة: لا نعلم لهم كتابا سماويا بل حكمهم حكم عبدة الأوثان فإن دخل أحد منهم في دين اليهودية أو النصرانية أو المجوس فله حكم الدين الذي ينتقل إليه [20].
وقال أيضاً كل ما يدين به الناس ويتعبدون به يُسمى ديناً، وإن كان باطلاً كالبوذية والوثنية واليهودية والهندوسية والنصرانية وغيرها من الأديان الباطلة[21] .

واختلف الفقهاء في اخذ الجزية منهم فالجمهور على عدم اقرارهم بها اما الاسلام او القتل• واختار ابن تيمية وابن قيم الجوزية وهو مذهب المالكية انها تؤخذ•
وجاء في موقع الشيخ عبد الله بن جبرين: وهل تؤخذ الجزية من غير المجوس وأهل الكتابين؟ يعني: هل يجوز عقد الذمة لغير المجوس وأهل الكتابين كالمشركين من الهندوس أو القبوريين أو الوثنيين أو البوذيين أو الشيوعيين؛ الذين لا دين لهم؟ هل يجوز أن يعقد لهم ذمة؟
أكثر الفقهاء على أنهم لا يعقد لهم ذمة بل إما الإسلام وإما السيف، وذهب بعض العلماء ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم إلى أنه يعقد لهم؛ واستدلوا بعموم حديث بريدة وفيه قوله: وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال: ادعهم إلى الإسلام، فإن أبوا فادعهم إلى الجزية، فإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم. فذكر الجزية من جملة ما يدعون به، فدل على أن كل عدو وكل مشرك يدعى إلى الجزية هذا دليل من ذهب إلى أنها تؤخذ من غير أهل الكتابين.
وأما الجمهور فتمسكوا بالآية؛ قالوا: لأن الله تعالى قال: “قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ” وأما غيرهم فقال: قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ولم يقل: حتى يعطوا الجزية. فالراجح من حيث الدليل هو قول الجمهور: أنها لا تؤخذ إلا من أهل الكتابين والمجوس ومن تبعهم، هذا الراجح من حيث الدليل؛ لكن إذا رأى الإمام المصلحة في أخذ الجزية من غيرهم فله ذلك؛ نظرا للمصلحة الحاضرة. نعم.[22]

رأي غير المسلمين
يرى بعض غير المسلمون بأن كان هناك بعض القيود الاجتماعية والقانونية المفروضة على أهل الذمة، الكثير منها رمزية. أكثر هذه القيود إساءة لأهل الذمة كانت الملابس البارزة التي فرضت عليهم في بغداد مع أنها لم تُذكر في القرآن أو السنة.[23] العنف والعداء الظاهر كان نادراً جداً.[24]
ويدعي برنارد لويس، أنه في ما قبل القرن التاسع عشر، لم يكن أحد يهتم بالتسامح في التعامل مع غير المؤمنين في الإسلام والمسيحية.[25] التعريف المعروف للتسامح كان: “أنا القائد. سوف أمنحك بعض من الحقوق والصلاحيات التي أتمتع بها ولكن ليس كلها، بشرط أن تعيش بحسب القوانين التي أفرضها وأتحكم بها أنا.” [26] غير أن هذا غير صحيح، فالقائد المسلم يحكم بأحكام الشريعة الإسلامية التي توضح كل الأمور ولا تدع مجالا للتسلط، وإن لم يحكم بها القائد فكل الرعية ستعاني منه ولا يصح التهكم على هذا القائد والخروج عن طاعته بناء على أنه مخالف.

حسب برنارد لويس دائما، في الأصل كان مسموح لليهود والمسيحيين —أهل الكتاب— أن يعيشوا في البلاد الإسلامية باعتبارهم أهل الذمة وكان من المسموح لهم أن “يمارسوا طقوسهم الدينية تحت قيود معينة والتمتُع ببعض الحكم الذاتي لدينهم” ويتم الدفاع عن أمانهم وممتلكاتهم مقابل دفع الجزية (نوع من الضرائب يفرض على الذكور الأحرار) على غير المسلمين، على صعيد آخر يفرض على المسلمين دفع الزكاة وهي نوع من الضرائب أيضاً.[27] يقول برنارد لويس أنه بالرغم من منزلة الذميين المنخفضة في الدول الإسلامية إلا أن حالهم كانت جيدة بالمقارنة مع غير المسيحيين أو حتى المسيحيون من مذاهب غير رسمية في الدول المسيحية القديمة.[28] كان من النادر أن يُعدم أو يُهَجَر ذمّي، أو أن يجبر على ترك دينه. كان أهل الذمة أحرارا في اختيار مساكنهم وأعمالهم التي يكسبون بها رزقهم.[23] أغلب الحالات التي غير فيها ذمي دينه كانت باختياره، ولأسبابه الخاصة. مع ذلك كانت هناك حالات من الإجبار لتغيير الدين في القرن الثاني عشر في شمال أفريقيا، الأندلس والفُرس.[29]،وكلام لويس هذا بعضه صحيح والبعض الآخر فيه نظر.

لديانات يعتمد معرفة كم عدد الديانات في العالم على طريقة حسابنا للديانات، وماذا نعني بمصطلح الديانة تحديداً، فهل تعني الملل، والشيع، والطوائف الفردية، والمذاهب الدينية، أو الديانات الكبيرة الواسعة الانتشار، أو الديانات السماوية كالإسلام والمسيحية، وهناك تعدد في وجهات النظر حول طريقة حساب عدد الديانات، فمثلاً، هل يتم حساب الديانات التي تطالب المجموعات المعتنقة بها وتدّعيها، أو فقط تلك الديانات التي ميّزها وصنّفها العلماء الدينيون على أنها ديانات، أو هل تتضمّن الجماعات التي صنّفها علماء الاجتماع كديانات أو لا، وهنا تجدر الإشارة الى أنه لا بد من الرجوع إلى الوثائق الخاصة لفهم المقصود بالدين والطائفة والفرع واستيفاء المعلومات حول عدد التابعين. وبحسب الموسوعة المسيحية العالمية “باريت” طبعة 2001م، فإن عدد الديانات في العالم عبر التاريخ بلغ حوالي 10000 دين متميز، منها 150ديانة بلغ عدد المؤمنين بكل منها مليون فرد أو أكثر، أما بقية الأديان فعدد التابعين لها لم يتجاوز المليون عبر التاريخ، وقد رصدت وحصرت القاعدة حوالي 4200 ديانة وعقيدة، ما بين ملل وفرق وكنائس وطوائف ومذاهب وعشائر. وقد اتّبعت عدة طرق في جمع في جمع أعداد المعتنقين أو التابعين لكل عقيدة، كسجلات الإحصاء السكانية، وتقارير التنظيمات الإسلامية، وتقارن إحصائيات المصادر المختلفة بالإحصائيات القادمة من الجماعة العقائدية نفسها، وتظهر المفارقات التي ترجع الى أسس اعتماد تصنيف المؤمنين والتابعين للديانة أو الحزب أو المذهب الديني، فمن الواضح أنه لا يوجد تعريف محدد لمن هو مؤمن بالمذهب أو الديانة ومن هو التابع لها، والإحصاءات لا توضح هذا الأمر دائماً. الديانات الرئيسية بالعالم وقد حددت قاعدة بيانات الموسوعة المسيحية العالمية الديانات الرئيسية في العالم بأن عدد معتنقيها لا يقل عن 150 ألف شخص، مع أن تكون ديانة مستقلة، وبناء على هذا التعريف بلغ عدداً الرئيسية 22 ديانة تم ترتيبها وفقاً لعدد التابعين لها، كالتالي: الديانة المسيحية بالمرتبة الأولى: 2 بليون تابع أي 2 مليار بالمعنى الفرنسي أو الأمريكي (المليار هو ألف مليون). الديانة الإسلامية بالمرتبة الثانية: 1.3 بليون تابع. الديانة الهندوسيّة بالمرتبة الثالثة: 900 مليون تابع. المرتبة الرابعة: مجموعة تتضمن فئات (العلمانية، بلا ديانة، الملحدون، لا يدرون)، وعددهم 850 مليوناً. المرتبة الخامسة: الديانة البوذية: 350 مليون تابع. الدين التقليدي الصيني: 225 مليون تابع. المرتبة السابعة مجموعة ديانات محلية بدائية يقدر عدد التابعين لها بـ 150 مليوناً. الاديان التقليدية الإفريقية (ودياسبوريك): حوالي 95 مليون تابع. المرتبة التاسعة الديانة السيخية، حيث بلغ عدد تابيعها (23 مليوناً)، وهى مجموعة دينية من الهنود الداعين إلى دين جديد فيه شيء من الديانتين الإِسلامية والهندوسية.

وجد لَغطٌ في مُصطَلح الدّيانات السماوية، ولذلك يُمكن استبدالُ المُصطلح بمُسمّى الشرائع الإلهية، أو الرّسالات السماويّة؛ لأنّ الله عز وجل بَعثَ بِجَميع الرِّسالات والشّرائع لتَوحيده وعِبادته، واختار الإسلام ديناً لكلّ أهل الأرض قاطبة، وهذا ما بشّر به جميعَ الرسل والأنبياء؛ حيث أمرَهم الله عز وجل بدعوة الناس لدينه وطاعته وعبادته وحدَه لا يُشركون به شيئاً.[١] قال جلّ في علاه: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ).[٢] تعريف الدين لغةً واصطلاحاً الدين لغةً من دان، يدين: أي تَعبّد بدينٍ مُعيّنٍ،[٣] واصطلاحاً هو التعاليم التي شرعها الله عز وجل لعباده؛ لتنظيم العلاقات بين بعضهم البعض، ومع خالقهم، وهو عقيدة التّوحيد التي جاء بها الأنبياء والمُرسلون من آدم عليه السلام إلى محمّدٍ صلى الله عليه وسلّم، وقد بُعث به للبشر كافّةً على وجهِ التّكليف.[٣] مفهوم الدين الدين هو النظام الشامل الذي يَخضع الفرد فيه لسلطةٍ عليا، ويتبع أوامرها، ويُطيعها، ويتقيّد بقَواعدها وقَوانينها، ويَأمل في طاعته الفوز بالجنّة، وحُسن الجزاء، ويَخاف عِصيانه وسوء عقابه. [٤] الديانات السماوية تقوم الدّيانات السماويّة على وحي الله لأنبيائه ورُسله من البشر، وتَدعو إلى توحيد الله عزّ وجل، وعبادته، وتنفيذ جميع أوامره، وإفراده بجميع صُنوف العِبادات ومسائل العقيدة دون تبديلٍ أو تغيير.[٥] الدين الإسلامي رسالة الإسلام رسالةٌ مُكمّلةٌ للرّسالات السماويّة كافّةً؛ إذ أكّدت على توحيد الله عز وجل، حيث بعث الله عز وجل رسله الكرام لدعوة الناس لعبادته وتوحيده، فكانوا أوّل العابدين له،[٦]، ويقسم التّوحيد إلى نوعين:[٦] توحيد الربوبيّة: هو اعتقاد المُسلم بأنّ الله خلقه وحده من غير الاستِعانة بأحدٍ، وأنّه قريبٌ منه، يَحميه ويرعاه. توحيد الألوهيّة: هو اتّباع منهج المُشرّع، واتباع أوامره، واجتناب نواهيه، والتضرّع له، وطَلب مَغفرته. مِن مُميّزات رسالة الإسلام تنوّع العِبادات وامتِزاجها بجَميع جوانِب الحياة؛ فالتعامل بخيرٍ وإحسانٍ يُعتبر من العِبادة، ورسالة الإسلام لا تُقرّ ولا تَعترف إلا بعبوديّة مطلقة لله تعالى،[٦] ويُنكر الإسلام عبوديّة البشر لبعضهم البعض أو للأحجار أو للنار وغيرها، فالله سبحانه وتعالى خلق الناس أحراراً ليس لهم إلهٌ غيره متفرّداً بالتّشريع والخلق.[٧] إنّ الالتزام بتعاليم الإسلام لا يَعني بأيّ حالٍ من الأحوال الانقطاع عن الدّنيا وأهلها؛ بل يجب التّفاعل والاختلاط بالناس وفق مَنهجه وتعاليمه التي ترفض التشدّد، والرّهبانية المبتدعة مثل: صيام الدّهر، وترك الزواج بحجّة التفرّغ للعِبادات.[٦] العبادة في الإسلام الصلاة: هي حركاتٌ تفتتح بتكبيرة الإحرام وتختتم بالتّسليم، ويشترط قبل البدء لفظ النيّة، وقراءة سورة الفاتحة والصلاة الإبراهيمية أثناء تأديتها، كما تُشترط الطهارة والوضوء قبل المثول لها، وهي فَرض عينٍ على كلّ مُسلمٍ ومن أقامها أقامَ الدين.[٧] توجد خمس أوقاتٍ في النهار مخصّصةٍ للصلاة:[٧] صلاة الفجر: ركعتان تبدأ من بزوغ الفجر إلى شروق الشمس. صلاة الظهر: أربع ركعاتٍ تبدأ عندما تصير الشمس في كبد السماء، وتستمر حتى يصير الظل مُماثلاً لنفسه. صلاة العصر: أربع ركعات تبدأ عندما يسبق الظل نفسه إلى غروب الشمس، وتُسمّى بالصلاة الوسطى. صلاة المغرب: ثلاث ركعات، تبدأ من مَغيب الشمس إلى غياب حُمرة السماء. صلاة العشاء: أربع ركعات تبدأ من غياب حُمرة السماء إلى انتصاف الليل. الزكاة: تُعرف الزكاة على أنّها تزكية وتطهير النفس من ذنوبها، وتُطلق على ما يُخرجه الإنسان من حر ماله إلى الفقراء، ويُشترط في قبولها الكسب الحلال.[٧] الصيام: الإمساك عن الطّعام والشراب من طلوع الشمس إلى غروبها، وتأديته فرضٌ على كلّ مسلمٍ، ويُشترط النية قبل الصيام.[٧] الحج: خُصّص شهر ذي الحجة لأداء فريضة الحج، ومن شروط الحج الآتي:[٧] الإسلام. البلوغ. العقل. الحرية. الاستطاعة. تتّضح رسالةُ الإسلام لتشمل جميع جوانب الحياة، فتُصبح حينئذٍ المَنهج المتكامل للحياة، تنشرح بها الصدور، وهي جوهَر الرّسالات كافةً.[٦] الدين اليهودي اليهوديّة هي ديانة مُحرّفةٌ مزوّرةٌ بعيدةٌ عن ما جاء به موسى عليه السلام، وهي ديانة الأسباط من بني إسرائيل الذين يَنتسبون إلى إبراهيم عليه السلام، وقد أرسل الله عزّ وجل إليهم موسى عليه السلام نبيّاً ونَذيراً وأنزل معه التوراة؛ ليُعلّمهم الاستِسلام والخضوع وعبادة الله وحده لا شريك له، وهذا هو المَفهوم العام للإسلام فهو دين الأنبياء والرسل جميعاً،[٨]قال تعالى: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).[٩] الدين اليهوديّ دينٌ سماويٌّ مقدّسٌ، وعقيدته الصحيحة تقرّ وتَعترف بوحدانية الخالق وتشريعاته وتؤمن باليوم الآخر وأحداثه، وقد أًُنزلت التّوراة على موسى عليه السّلام لتنظيم حياة اليهود الدينيّة والتربويّة، ويبيّن علماء الأديان أنّ أول كتاب سماوي بعث هو التوراة، وأنّه يختلف عن الألواح المختصرة إذ تشمل التوراة على أقسامٍ علميّةٍ وعمليّةٍ.[١٠] مصادر الفكر الديني اليهوديّ العهد القديم العهد القديم هو النّص الأساسي الذي تقوم عليه عقيدة اليهود، ويحتوي على ثلاثة أقسام: [٤] التّوراة. الأنبياء. الكتب. إنّ العهد القديم مقدّسٌ لدى اليهود والمسيحيين، ويتضمّن العهد القديم التراث اليهوديّ مثل: الشعر، والنّثر، والقصص، والفلسفة، والأساطير، والأمثال، والغزل، والرثاء، ويَدّعي اليهود بأنّ مؤلّف العهد القديم هو الرّب، على الرّغم من أنّه كُتب على يد البشر. الأسفار عَدد أسفار الكنيسة البروتستانتية تسعة وثلاثون سفراً، أمّا الأسفار المُعتمدة لدى الكنيسة الكاثوليكيّة ستة وأربعون سفراً.[٤] التلمود يعتقد اليهود بأنّ التلمود هي الأحاديث الشفويّة التي أرسلها الله على يد موسى عليه السلام، ولكن تضطرب آراؤهم أحياناً؛ حيث يُعلنون أنّ التلمود هي أقوال الحاخامات.[٤] العبادات في الديانة اليهودية خالط اليهود شعوباً كثيرةً فتأثّروا بطقوسهم وغيّروا نظرتهم للآلهة، وأخذوا منهم الكثير من العقائد التي دمجوها مع منهاج عباداتهم، ففي بداية الأمر كانوا يؤمنون بالتوحيد لكنّهم سرعان ما ابتعدوا عن طَريق الصواب وأشركوا الأصنام والحيوانات في الألوهيّة.[١٠] تتفاوت فرائض الديانة اليهودية الدينيّة بتفاوت فرقهم وطوائفهم؛ فمثلاً السّامريون يؤمنون بالأسفار الخمسة، والقراؤون يؤمنون بالعهد القديم، والربّانيون وهم أكثرية اليهود يؤمنون بالعهد القديم والتلمود.[١٠] الصلاة: الصلاة عند اليهود هي ركنٌ أساسيٌّ يَستطيع من خلاله الفرد الاتصال بربّه والتضرّع له بالدعاء وتمجيده والثناء عليه وشكره على عظيم نعمه.[١١] الزكاة: يطلق عليها بالعبريّة مُسمّى الصداق، وهي تُشير إلى الرحمة.[١٢] الصوم: الصوم من أقدم التّشريعات اليهوديّة، وتتعدّد مفاهيم الصيام عند اليهود نظراً لتعدّد أنواعه حسب ما نتج عن طبيعتهم العدائية للأمم مِمّن حولهم.[١٣] الحج: هو زيارةٌ إلى مكانٍ ديني مقدّسٌ لأداء الصلاة بطريقةٍ خاصّةٍ، ويتمّ التمهيد للحج بمراسم تطهير.[١٤] الدين المسيحي الديانة المسيحية أو النصرانيّة هي الرّسالة التي جاء بها عيسى عليه السلام ليُكمِل ما جاء به موسى عليه السلام، مُصدّقةً لما جاء في التوراة من تعاليمٍ وجّهها الله عزّ وجل لبني إسرائيل، ودعاهم فيها إلى التوحيد والفضيلة، لكنّها سُرعان ما فقدت أصولها، واختلطت بأفكارٍ ومُعتقداتٍ وثنيّةٍ.[١٥] تحتوي الديانة المسيحيّة على ثلاث فرقٍ رئيسيةٍ:[١٦] الكاثوليك: يرأسهم بابا الفاتيكان في روما، وينتشرون في أوروبا. الأرثودكس: يتّبعون كنائس اليونان، وينتشرون في روسيا، وآسيا، ومصر. البروتستانت: هي حَركة إصلاحٍ مسيحيّة ينشقّون عن الكاثوليكيّة، ويَنتشرون في ألمانيا، وأمريكا، وكندا، وأسكتلندا، والنرويج، وهولندا. تنحدر الدّيانة المسيحيّة من أصولٍ شرقيّةٍ مُرتبطةٍ بالديانة اليهوديّة، لكنّها تنفصل عنها بطَبيعتها الفكريّة، وتتناقض معها بالعقائد الأساسيّة المُتمثّلة بالمُعجزات التي جاء بها عيسى عليه السلام وبعض الأمور التي كُتبت في إنجيل متّى وكُتبهم المقدّسة.[١٧] يَعود سبب تَميّز المسيحيّة عن الديانات الأخرى إلى أنّها تَعود في أصلها إلى اليهوديّة؛ بل وجاءَت المسيحيّة لتُكمل ما دعت إليه اليهودية الصّحيحة وتؤيّده، ولتُصلح ما أفسده بنو إسرائيل من تعاليمها وعباراتها، ومكانة عيسى عليه السّلام عند قومه وواقعه الإنساني،[١٧] وقد واجه عيسى عليه السلام رفضاً من قبل اليهود لكنّه استمرّ بدعوته، وبعد رفعه إلى السماء حمل تلاميذه الحواريّون رسالته وأخذوا يَنتشرون بين النّاس، فانقسموا إلى ثلاث بيئاتٍ مختلفةٍ، وهي: [١٧] بيئة يهوديّةٍ تتعصّب بالتوراة وتكفّر بالمسيحية. بيئةٌ مسيحيةٌ تؤمن بالتوراة والإنجيل معاً. بيئةٌ مسيحيّةٌ تكفّر بالتوراة، ومن أتباعها الفلاسفة والحكماء الذين عملوا لجَعل المسيحيّة فكرة عالميّة لا ترتبط بشعبٍ أو عرق. العبادات في الديانة المسيحية الصلاة: تعرّف الصلاة في المسيحية على أنّها: “رفع الروح إلى الله”، أما القديس أوغسطينوس يعرفها أنها “حديثٌ موجّهٌ إلى الله”، وتقسم الصلاة إلى نوعين: عقليةٌ، ولفظيةٌ؛ فالصلاة العقلية صلاة تأملٍ وتفكّرٍ في القلب، أما الصلاة اللّفضيّة هي حركاتٌ عمليّةٌ يؤديها القلب واللّسان معاً، وهي تُقسم إلى ثلاثة أقسام: التمجيد، والشكر، والطّلب.[١٨] تختلف صلاة الرّهبان عن صَلاة المسيحيين العاملين، فالرّهبان يُصلّون سبع صلوات ويتفرّغون للعبادة ويسكنون الكنائس ويَنعزلون عن مخالطة النّاس، أمّا العاملون ينشغلون بالعمل ويكتفون بتأدية صلاة الصباح والمساء فقط.[١٨] الزكاة: وردت الزكاة في الإنجيل بمُسمّى الصدقة.[١٩] الصيام: لم يرد ذكر الصّيام في الإنجيل كفرضٍ واجب تأديته، بل ذُكر كركنٍ أساسيّ مُستحب تأديته.[٢٠] الحج: عُرف الحج في المسيحيّة على أنّه رحلةٌ أو زيارةٌ إلى قبر قدّيس أو مكانٍ مقدّسٍ بهدف تأدية صيام شكرٍ أو القيام بفعلٍ تكفيريّ أو الحصول على الراحة النفسيّة.[٢١] المراجع ↑ “تعبير الديانات السماوية غير دقيق”، اسلام ويب، 30/11/2002، اطّلع عليه بتاريخ 9/8/2017. ↑ سورة ال عمران، آية: 19. ^ أ ب “أهمية التدين في حياة الفرد والمجتمع للسنة الثالثة إعدادي”، تعليمي 24، 1/12/2016، اطّلع عليه بتاريخ 9/7/2017، بتصرّف. ^ أ ب ت ث د. طارق خليل السعدي (2005)، مقارنة الأديان (الطبعة الأولى)، بيروت: دار العلوم العربية، صفحة 10،64،65،73،54،55. بتصرّف. ↑ “Post الفرق بين الدين السماوي والدين الوضعي، وموقف الإسلام من الأديان الأخرى”، جامعة المدينة العالمية، 14/1/2013، اطّلع عليه بتاريخ 9/7/2017. بتصرّف. ^ أ ب ت ث ج عبد الرزاق الموحى (2001)، العبادات في الأديان السماوية (الطبعة الأولى)، دمشق: الأوائل للنشر والتوزيع، صفحة 229-233. بتصرّف. ^ أ ب ت ث ج ح عبد الرزاق الموحى (2001). العبادات في الأديان السماوية (الطبعة الأولى)، دمشق: الأوائل للنشر والتوزيع، صفحة 231/237/253/276/300/314/323. ↑ “موسوعة الأديان/ تعريف اليهودية”، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 9/8/2017. ↑ سورة ال عمران، آية: 67. ^ أ ب ت عبد الرزاق رحيم الموحى (2001)، العبادات في الأديان السماوية (الطبعة الأولى)، دمشق: الاوائل للنشر والتوزيع، صفحة 59-62، بتصرّف. ↑ عبد الرزاق الموحى (2001)، العبادات في الأديان السماوية (الطبعة الأولى)، دمشق: الأوائل للنشر والتوزيع، صفحة 74. ↑ عبد الرزاق الموحى (2001)، العبادات في الأديان السماوية (الطبعة الأولى)، دمشق: الأوائل للنشر والتوزيع، صفحة 95. ↑ عبد الرزاق الموحى (2001)، العبادات في الأديان السماوية (الطبعة الأولى)، دمشق: الأوائل للنشر والتوزيع، صفحة 100. ↑ عبد الرزاق الموحى (2001)، العبادات في الأديان السماوية (الطبعة الأولى)، دمشق: الأوائل للنشر والتوزيع، صفحة 116. ↑ سامي بن عبدالله بن المغلوث (2007)، أطلس الأديان (الطبعة الأولى)، الرياض: مكتبة العبيكان، صفحة 173. ↑ د. منقذ بن محمود السقار (2007)، سلسلة الهدى والنور (3)/ الله جل جلاله واحد أم ثلاثة؟ (الطبعة الأولى)، مصر: دار الإسلام للنشر والتوزيع، صفحة 13-19، جزء 1. ^ أ ب ت عبد الرزاق الموحى (2001)، العبادات في الأديان السماوية (الطبعة الأولى)، دمشق: الأوائل للنشر والتوزيع، صفحة 143/144. ^ أ ب عبد الرزاق الموحى (2001)، العبادات في الأديان السماوية (الطبعة الأولى)، دمشق: الاوائل للنشر والتوزيع، صفحة 154-158. ↑ عبد الرزاق الموحى (2001)، العبادات في الأديان السماوية (الطبعة الأولى)، دمشق: الأوائل للنشر والتوزيع، صفحة 176. ↑ عبد الرزاق الموحى (2001)، العبادات في الأديان السماوية (الطبعة الأولى)، دمشق: الأوائل للنشر والتوزيع، صفحة 181. ↑ عبد الرزاق الموحى (2001)، العبادات في الأديان السماوية (الطبعة الأولى)، دمشق: الأوائل للنشر والتوزيع، صفحة 195.

RELIGIONES.png
الدين مصطلح مثير للجدل يُعنى بشكل متبادل الإيمان، يُعرّف عادةً بأنه الاعتقاد المرتبط بما فوق الطبيعة، المقدس والإلهي، كما يرتبط بالأخلاق بشكل كبير، أيضاً الممارسات والمؤسسات مرتبطة بذلك الاعتقاد. وبالمفهوم الواسع، عرّفه البعض على أنه المجموع العام للإجابات التي تفسر علاقة البشر بالكون. وفي مسيرة تطور الأديان، أخذت عدداً كبيرة من الأشكال في الثقافات المختلفة وبين الأفراد المختلفين. أما في عالم اليوم، فإن عدداً من ديانات العالم الرئيسية هي المنتشرة والغالبة. كلمة دين تستعمل أحياناً بشكل متبادل مع كلمة إيمان أو نظام اعتقاد، ولكن الدين يختلف عن الاعتقاد الشخصي من ناحية أنه يتميز بالعمومية. معظم الأديان تنظم السلوكيات، بما في ذلك التسلسل الهرمي الديني، تعريف ما يشكل الالتزام أو العضوية في هذا الدين، عقد اجتماعات منتظمة أو خدمات لأغراض تبجيل الإله أو للصلاة، الأماكن المقدسة (الطبيعية أو المعمارية)، الكتب المقدسة.

للمزيد…

يوجد حاليًا 1٬614 مقالة ببوابة الأديان
View-refresh.svg حدّث محتوى الصفحة
Nuvola apps kedit.png عقيدة دينية مختارة
Allah-green.svg الإسلام ديانة إبراهيمية وسماوية، وهو ثاني الديانات في العالم من حيث عدد المعتنقين بعد المسيحية. والمعنى العام لكلمة الإسلام هو الاستسلام لله، أي تسليم كامل من الإنسان لله في كل شؤون الحياة.
يؤمن المسلمون أن الإسلام آخر الرسالات السماوية وأنه ناسخ لما قبله من الديانات؛ كما يؤمن المسلمون بأن محمدًا رسول مرسل من عند الله، وخاتم الأنبياء والمرسلين؛ وأن الله أرسله إلى الثقلين (الجن والإنس). ومن أسس العقيدة الإسلامية الإيمان بوجود إله واحد لا شريك له هو الله وكذلك الإيمان بجميع الأنبياء والرسل الذين أُرسلوا إلى البشرية قبل محمد، كالنبي إبراهيم ويوسف وموسى والمسيح عيسى بن مريم وغيرهم كثير ممن ذكروا في القرآن أو لم يُذكروا، وأنهم جميعًا كما المسلمين، اتبعوا الحنيفية، ملة النبي إبراهيم، والإيمان بكتبهم ورسائلهم التي بعثهم الله كي ينشروها للناس، كالـزبور والتوراة والإنجيل.

كلمة الإسلام يُبحث عنها في المعجم في “سلم”، وهي مصدر لفعل رباعي هو “أسلم”. ويُعرَّف الإسلام لُغويًا بأنه الاستسلام، والمقصود الاستسلام لأمر الله ونهيه بلا اعتراض، وقيل هو الإذعان والانقياد وترك التمرّد والإباء والعناد.

أما معناه الاصطلاحي، فهو الدين الذي جاء به “محمد بن عبد الله”، والذي يؤمن المسلمون بأنه الشريعة التي ختم الله بها الرسالات السماوية. وفي حديث عن “أبي هريرة” أن النبي محمد عرّف الإسلام: «بأن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان وتحج بيت الله».

…أرشيف للمزيد…

Nuvola apps kedit.png شخصية دينية مختارة
Frari (Venice) – Sacristy – Il Sassoferrato – Madonna in prayer.jpg مريم العذراء أو القديسة مريم العذراء (بالعبرية מרים הבתולה مِريَم هَبِتوله وبالسريانية ܡܪܝܡ ܒܬܘܠܬܐ مِريَم بثولتا وباليونانية Παρθένος Μαρία برثينوس مريا) شخصية مميزة في العهد الجديد والقرآن كأم يسوع الناصري، بولادة عذرية دون تدخل رجل، حسب المعتقدات المسيحية والإسلامية.
وفق المعتقدات المسيحية فإن مريم كانت مخطوبة ليوسف النجار، عندما بشرها الملاك جبرائيل بحملها بيسوع وظلت بقربه حتى الصلب. الكتب الأبوكريفية المختلفة وكتابات آباء الكنيسة تتكلم عن حياتها المبكرة وحتى بداية الدعوة العلنية ليسوع، وقد قبلت هذه الكتابات بنسب متفاوت كعقائد لدى الطوائف المسيحية، وقد صيغ عدد آخر من العقائد في المسيحية تعرف باسم العقائد المريمية تتحدث عن العذراء ودورها، التي أغدقت عليها الكنيسة أيضًا عددًا كبيرًا من الألقاب، فهي الملكة والمباركة والشفيعة المؤتمنة وغيرها من الألقاب التي تندرج في إطار تكريمها، الذي تعتقد الكنائس التي تفرد لمريم مكانة خاصة أنه جزء من العقيدة المسيحية، وفي سبيل ذلك أيضًا أقامت عددًا كبيرًا من الأعياد والتذكارات في السنة الطقسية خاصة بها، وأشيدت أعداد كبيرة من الكنائس والمزارات على اسمها، إلى جانب طرق مختلفة أخرى من التكريم، ويسمى علم دراسة مريم ودورها في الكتاب المقدس والمسيحية الماريولوجيا.

…أرشيف للمزيد…

Nuvola apps kedit.png كتب مقدسة
Arabic bible-Van Dyke translation.jpg الإنجيل كلمة معربة من (اليونانية:εὐαγγέλιον، ايوانجيليون) وتعني البشارة السارة أو البشرى السارة أو بشرى الخلاص.
تعني لدى المسيحيين بالمفهوم الروحي البشارة بمجيء المسيح وتقديم نفسه ذبيحة فداء على الصليب نيابة عن الجنس البشري ثم دفنه في القبر وقيامته في اليوم الثالث كما جاء في كتب النبوات في العهد القديم، اقرأ رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس الإصحاح 15 والأعداد 1-4:

(1 وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِالإِنْجِيلِ الَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ، وَقَبِلْتُمُوهُ، وَتَقُومُونَ فِيهِ، 2 وَبِهِ أَيْضًا تَخْلُصُونَ، إِنْ كُنْتُمْ تَذْكُرُونَ أَيُّ كَلاَمٍ بَشَّرْتُكُمْ بِهِ. إِلاَّ إِذَا كُنْتُمْ قَدْ آمَنْتُمْ عَبَثًا! 3 فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، 4 وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ،)

…أرشيف للمزيد…

Nuvola apps kedit.png تنظيم ديني
Seal of Templars.jpg فرسان الهيكل، أو فرسان المعبد ويلقبون بـالجنود الفقراء للمسيح ومعبد سليمان (باللاتينية: Pauperes commilitones Christi Templique Salomonici) وعرفوا أيضًا بالداوية أو تنظيم الهيكل (بالفرنسية: Ordre du Temple or Templiers)، هم أحد أقوى التنظيمات العسكرية التي تعتنق الفكر المسيحي الغربي، وأكثرها ثراءً ونفوذًا، وأحد أبرز ممثلي الاقتصاد المسيحي، ودام نشاطها ما يقرب من القرنين في العصور الوسطى.
ذاع صيت التنظيم في العالم المسيحي بعد أن صدقت عليه رسميًا الكنيسة الكاثوليكية سنة 1129 تقديرًا، ومضي بخطى متسارعة في القوة والنفوذ، ونمت أعداد أعضاءه بصورة مطردة. وثبتت أقدام فرسان المعبد في حلتهم البيضاء المميزة بالصليب الأحمر كإحدى أمهر وأخطر الوحدات العسكرية المشاركة في الحملات الصليبية كما أدار أعضاء التنظيم المدنيون بنية تحتية اقتصادية واسعة النطاق في كافة أنحاء العالم المسيحي، ويعزى إليهم الفضل في ابتكار بعض الطرق المالية، والتي كانت بمثابة الصور الأولية لنظام البنوك الحديث، كما شيدوا الحصون وأقاموها في كل مكان في أوروبا وفي الأرض المقدسة.

…أرشيف للمزيد…

Nuvola apps kedit.png موضوعات متنوعة
Ephesians 2,12 – Greek atheos.jpg الإلحاد وصف لأي موقف فكري لا يؤمن بوجود إله واعِ للوجود، أو بوجود “كائنات” مطلقة القدرة (الالهة)، والإلحاد بالمعنى الواسع هو عدم التصديق بوجود هذه الكائنات (الالهة) خارج المخيلة البشرية. لأن شرط العلم (بحسب افلاطون) هو أن يكون المعلوم قضية منطقية صحيحة، مثبتة، ويمكن الاعتقاد بها، ولما كان ادعاء وجود إله، بحسب الملحد، غير مثبت فإن التصديق بوجود إله ليس علمًا وإنما هو نمط من “الايمان” الشخصي الغير قائم على أدلة وما يـُقدم بلا دليل يمكن رفضه بلا دليل. ومن هذا فإن الإلحاد الصرف هو موقف افتراضي بمعنى أنه ليس ادعاءً وإنما هو جواب على ادعاء بالرفض. ويعرف الإلحاد من وجهة نظر كثير من الأديان بأنه إنكار للأدلة العلمية والعقلية ونحوهما على وجود صانع واعٍ للكون والحياة ومستحق للعبادة (الله).

…أرشيف للمزيد…

Nuvola apps kedit.png مصطلح ديني
الطهارة بالمعنى اللغوي: النظافة، و لنزاهة، و النقاء، والبراءة و الخلوص من الأدناس، و الأقذار، حسية كانت، أو معنوية فالحسية طهارة متعلقة بالبدن، و الملبس، و المكان، وهي: تتضمن، جوانب متعددة، بالنسبة للفرد، والمجتمع، مثل: نظافة المكان، والملبس، والبدن، بما في ذلك: تنظيف الفم، والغسل، وإزالة الأقذار، والروائح الكريهة وكل ما يتأذى منه الآخرون، سواء حال العبادة، أوحال انفراده، أوحال اجتماعه بالآخرين، في مختلف الأمكنة. و المعنوية نزاهة، و استقامة متعلقة بالسلوك، و الأخلاق. وفي اصطلاح الفقهاء، هي: رفع حدث، أو إزالة نجس، وما في معناهما، أو على صورتهما. قال الله تعالى: Ra bracket.png لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ Aya-108.png La bracket.png و في الحديث (الطهور شطر الإيمان).

…أرشيف للمزيد…

Nuvola apps kedit.png كتب مهمة
SaheehMuslim.jpg صحيح مسلم هو أحد أهم كتب الحديث النبوي عند المسلمين، جمعه أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري. أخذ في تأليفه (جمعه وتصنيفه) خمس عشرة سنة. جمع فيه مؤلفه 3033 حديثًا بغير المكرر، واشترط فيها الصحة من ثلاث مئة ألف حديث مسموعة، واختار منها 3,033 حديثًا فقط قطع بصحتها.
وكتاب رواه مسلم قسمه الشراح إلى كتب، وكل كتاب قسم إلى أبواب، مرتبةً على الأبواب الفقهية، وعدد كتبه 54 كتابا، أولها كتاب الإيمان وآخرها كتاب التفسير. وقد أجمع علماء الإسلام على صحته وهو ثاني الصحيحين صحيح البخاري وهو كتاب جامع للأحكام، والآداب، والأخلاق، والعقائد.

…أرشيف للمزيد…

Nuvola apps kedit.png مزار مختار
Ben Ezra Synagogue-1.jpg كنيس بن عزرا هو أحد كنيس المعابد اليهودية المصرية. ويقع في منطقة الفسطاط (حي مصر القديمة). ويعد واحد من أكبرها وأهمها، وخصوصا مع تولي الحكومة المصرية له بالرعاية وترميمه، وتحويله لأثر ومزار سياحي. ونظرا لاحتواء مكتبته على نفائس الكتب والدوريات اليهودية التي تؤرخ لوجود اليهودية في مصر.
المعبد في الأساس كان كنيسة تسمى “كنيسة الشماعين” وقد باعتها الكنيسة الأرثوذكسية للطائفة اليهودية، عندما مرت بضائقة مالية نتيجة لزيادة الضرائب التي فرضت عليها وقتها، وسمي المعبد بهذا الاسم نسبة إلى “”عزرا الكاتب ” أحد أجلاء أحبار اليهود، ويسمى أحيانا بمعبد الفلسطينيين، أو معبد الشوام. ويعرفه الباحثون واليهود المحدثين “بمعبد الجنيزا” نسبة إلى مجموعة وثائق الجنيزا الشهيرة التي وجدت به عام 1890.

…أرشيف للمزيد…
Nuvola apps kedit.png شخصية مؤثرة في تاريخ الأديان
File”-Saint Paul Writing His Epistles” by Valentin de Boulogne.jpg بولس الطرسوسي ويعرف أيضاً ببولس الرسول أو القديس بولس (أحياناً يُكتب اسمه بالعربية بحرف الصاد بولص)، هو أحد قادة الجيل المسيحي الأول وينظر إليه البعض على أنه ثاني أهم شخصية في تاريخ المسيحية بعد المسيح نفسه. يعرف من قبل المسيحيين برسول الأمم حيث يعتبرونه من أبرز من بشر بهذه الديانة في آسيا الصغرى وأوروبا، وكان له الكثير من المريدين والخصوم على حد سواء. يتوقع أنه لم يتمتع بذات المكانة التي خصها معاصروه من المسيحيين لبطرس أو ليعقوب أخي الرب، ومن خلال الرسائل التي تنسب إليه تتبين ملامح صراع خاضه بولس ليثبت شرعية ومصداقية عمله كرسول للمسيح. ساهم التأثير الذي خلفه بولس في المسيحية بجعله واحداً من أكبر القادة الدينيين في العالم على مر العصور.احتفل العالم المسيحي بين 29حزيران 2008 و 29 حزيران 2009 باليبوبيل الألفي الثاني على مولده في طرسوس (أسية الصغرى)

…أرشيف للمزيد…

Nuvola apps kedit.png فرق وطوائف
The Descent Of The Holy Spirit.png المسيحية الأرثوذكسية هي مذهب من المسيحية يُرجع جذوره بحسب أتباعه إلى المسيح والخلافة الرسولية والكهنوتية. وكانت المسيحية كنيسة واحدة حتى الانشقاق الذي حصل بين الكنيسة الغربية (الرومانية الكاثوليكية) والشرقية (الرومية الأرثوذكسية).
ومعنى كلمة أرثوذكسية باليونانية Ορθοδοξία الرأي القويم، أوالإيمان المستقيم. الكنائس الأرثوذكسية التقليدية هي الكنائس الشرقية، منها البيزنطية (أي الرومية التي تسمى أيضاً باليونانية) والسلافية، وقد تم انشقاق الكنيسة بين الغرب (الفاتيكان والمسماة اليوم الرومانية الكاثوليكية) وبين الشرق (الرومية، البيزنطية، والمسماة أيضاً اليوم الرومية الأرثوذكسية). وقد استفحل هذا الانشقاق في أيام ميخائيل كيرولارس بطريرك القسطنطينية عام 1054 ،لأسباب سياسية أكثر منها عقائدية.

…أرشيف للمزيد…

Nuvola apps kedit.png تاريخ ديني
Nicaea icon.jpg تاريخ المسيحية، ويعنى بهذا دراسة تاريخ الديانة المسيحية والكنيسة، منذ يسوع ورسله الإثني عشر حتى أيامنا الحاضرة. والديانة المسيحية هي ديانة توحيدية أقيمت على أساس تعاليم وحياة يسوع. أما الكنيسة بمعناها اللاهوتي والمسيحي، فهي المؤسسة التي أقامها يسوع المسيح للتتابع من بعده مهمة نشر ثقافة الخلاص بين البشر.
بدأت المسيحية في القرن الأول الميلادي كجماعة يهودية صغيرة، سرعان ما انتشرت في القرون القليلة اللاحقة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط والإمبراطورية الرومانية و مستوطناتها بشمال أفريقيا الرومانية ومنها كنيسة قرطاج، وذلك رغم الإضطهادات التي كان يعلنها أباطرة روما ضد أتباع هذه الديانة، لكنها ومنذ القرن الرابع غدت دين الإمبراطورية واكتسبت ثقافة يونانية ورومانية. تعتبر أرمينيا آولى الدول التي تتخذ من المسيحية الديانة الرسمية في عام 301، تبعها جورجيا عام 319، والإمبراطورية الرومانية عام 380.

خلال القرون الوسطى وفي أثنائها واصلت المسيحية انتشارها فبلغت شمال أوروبا وروسيا. ومع قدوم عصور الانفتاح والأستكشاف انتشرت هذه الديانة في جميع أنحاء الأرض، حتى أصبحت أكبر أديان العالم من حيث عدد أتباعها؛ إذ يبلغ عدد أتباعها 2.2 مليار أي حوالي ثلث سكان الكوكب من البشر.

…أرشيف للمزيد…

Nuvola apps kedit.png صورة مختارة
لوحة المادونا، عذراء الزنابق.

الموعظة على الجبل، بريشة كارل بلوش، القرن التاسع عشر: تشملها الفصول الخامس حتى السابع من إنجيل متى.
معرض الصور
Nuvola apps kedit.png اقتباس

بوابة:الأديان واما انا فأقول لكم احبوا اعداءكم.باركوا لاعنيكم.احسنوا الى مبغضيكم.وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم. بوابة:الأديان
الكتاب المقدس
اقتباسات اخرى
Nuvola apps kedit.png هل تعلم
Gold Christian Cross no Red.svg
ان هناك أكثر من 2.3 مليار مسيحي في العالم حسب إحصاء 2013؟
ان الولايات المتحدة فيها أكبر عدد مسيحيين في العالم؟
ان الكنيسة الأنجليكانية تأسست بسبب رفض البابا كليمنت السابع حل زواج هنري الثامن ملك إنجلترا من كاثرين أراغون؟
ان ترنيمة عيد الميلاد ليلة هادئة ترجمت إلى أكثر من 300 لغة؟
ان بولس الطرسوسي يعتبر اكبر مبشر بالمسيحية في التاريخ؟
ان يسوع الناصري ولد في بيت لحم سنة 7ق.م؟
ان كلمة مسيحي ظهرت 3 مرات فقط في العهد الجديد؟
أن عدد من المؤرخين والعلماء يرى ان الكنيسة الكاثوليكية دخلت في صراع مع العلوم، ولعل قضية محاكمة غاليليو غاليلي أبرز القضايا الجدلية في علاقة الكاثوليكية مع العلم، بينما يذهب عدد آخر من المؤرخين والعلماء إلى كون الكاثوليكية عامل ايجابي في تطوير العلوم عن طريق رعايتها لمختلف أنواع العلوم، فقد كانت أيضًا المسؤول الرئيسي عن نشوء بعضها كعلم الوراثة، وكون قضية غاليليو غاليلي هي الشاذ وليس القاعدة في علاقة الكنيسة مع العلوم.
ان عدد من المؤرخين وعلماء الاجتماع يرى أن ظهور البروتستانتية كان لها أثر كبير في نشوء الثورة العلمية، وكأحد الأسباب التي أدت إلى الثورة العلمية خاصًة في انكلترا وألمانيا، فقد وجدوا علاقة إيجابية بين ظهور حركة التقوى البروتستانتية والعلم التجريبي.
المزيد..
Nuvola apps kedit.png مناسبات دينية
Costume de fete – Etienne Dinet.jpg عيد الفطر أول أعياد المسلمين والذي يحتفل فيه المسلمون في أول يوم من أيام شهر شوال ثم يليه عيد الأضحى في شهر ذي الحجة. وعيد الفطر يأتي بعد صيام شهر رمضان ويكون أول يوم يفطر فيه المسلمون بعد صيام شهر كامل ولذلك سمي بعيد الفطر. أول عيد فطر احتفل فيه المسلمون في الإسلام كان في السنة الثانية للهجرة حيث أن أول رمضان صامه المسلمون كان في السنة الثانية للهجرة. ويحرم صيام أول يوم من أيام عيد الفطر.
ومدته شرعا يوم واحد فقط، يبدأ بعد غروب الشمس اليوم الاخير من شهر رمضان وينتهي بـ غروب الشمس اليوم الأول من شهر شوال، فقد روى أبو داود و الترمذي في سننه أن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قَدِمَ المدينةَ و لَهُمْ يومَانِ يلعبُونَ فيهِمَا «فقال رسول الله Mohamed peace be upon him.svg: ” قدْ أبدلَكم اللهُ تعالَى بِهِمَا خيرًا مِنْهُمَا يومَ الفطرِ ويومَ الأَضْحَى”»، لذا فالقول أيام عيد الفطر غير صحيح فعليا لأنه يوم واحد فقط.

Leave A Comment